الاثنين، 1 أبريل 2013

مُجـاهــــد عريــــس !



طلعَ الفجرُ ، فدخل البيت وخلع ملابس رباطِه ، وأقبلَ إلى أمه ليوقظها ، فرآها قد سبقتهُ إلى الصلاة ، فلما انتهت سلّم عليها وعانقها ، 
فراحت ترضى عنه ، و تداعبُه : متى سنراكَ عريسـًا يا ولدي ، متى أفرحُ فيك ..
فتبسّم ..
لم تطُل المدة ، حتى جاء يومٌ دقَت فيه باب كريمـة طيّبـة حسناءً ، جعلَه من وصفِها الطيّب ينتظرُ الرد بفارغ الصبر ..
وكلّما نادتُه أمُّه جالَ بخاطرِه أمرَها ، .. ( لئن وافقت فسوفَ أُكرمُها وأُسعدها ولن أرضى لها إلا العيش الرغيد .. سنبني أسرةً قويةً أبيّة ) كان يُحدّثُ نفسه ..
تسارعت نبضاتُ قلبِه لما رنّ هاتفهم .. لحظات حتى أغلقت الأمُّ السماعة وقالت لولِدها : خيراً يُقدّر اللهُ يا بنيّ ، نصيبُك في غيرِها ..
تبسّم وشكر .. لم يمرّ كثيراً حتى تكرر الأمرُ وتكرر الردُّ بالسلب ..
تعجّب ! أيّ شيء يمنع الناسَ من قَبولِه وهو المهذّب الخلوق صاحب الدين والصيت الحسَن ..
ثم تكررَ أُخرى .. فضاق صدرُه ؛ وراحَ يبحثُ في السبب .. حتى قال لهُ أحدُهم :
يخافُ الناسُ منكَ إن أخذتَ ابنتهم أن تُرملَها بعد مُدةّ لا تطول !
- ولمَ ؟
- لأنكَ تُجاهـد !
حزِن حُزنـًا شديداً ، وصبَر ..
وكتبَ رسالةً 
إلى كل أب كريم وأم حنون ؛ لا تقتلوا الحلُم الذي أحمل ، فإني خيرُ من يحفظ بناتكم ، وخير من يحفظك أعراضكم ، وخيرُ من يحفظ بيوتكم ويكفّ عنكم الأذى ،
لا يموتُ أحدُنا قبل أجلِه ولا يتأخرُ لحظة عنه .. فلا جُبنَ يؤخره ، ولا شجاعةَ تُقدّمه ،
وعلى هذا في حياتنا شواهِد ، فمِن الناسِ من يموت على سريرِه وهو شاب يافع ، ومنهم من يموتُ على ثغرِه وقد بلغَ من العمر عتيّا ..
آبائي الأحبة .. أنا لستُ بمجرمٍ فتطردوني، ولستُ بسفيهٍ فتهمشوني ، ولستُ ضعيفـًا .. أنا على راحتِكم أسهر ، وعلى أمنكم أسعى ، وعلى سعادتكم أحرِص ..
فأعينوني وكونوا لي سنداً .

آلـاء
24/3/2013

هناك تعليق واحد:

  1. جميل ورائع ما بوحت به عنالابطال
    كلمات جميلة ومعبرة وذات معاني

    ردحذف