في العام الأول بعد العشرين
بقلم : آلـاء
اليوم هو الأول من العام الأول بعد العشرين
سألتها: كيف تبدو الدنيا؟
قالت : تتسع
قلت : كيف، أليس يقال "يزداد الهم مع الكبر"
قالت : صحيح، لكنك بدأت تعيشين دروسا وتكتسبين خبرات
قلت : وما الرابط؟
قالت : أرأيت من كان في خيمة كيف يكون شعوره
قلت: نعم، في ضيق
قالت : فإذا بدأ بتجميع المال وبنى بيتا صغيرا ثم جمع وجمع ألا يكبر فيتسع ؟
قلت : بلى
قالت : وهذا مثل الصغير يعيش وتفكيره بعد لم يتسع وحيلته وفهمه ضيق فإذا بدأ يفهم معلومة صحيحة من أمه أو أبيه أو جهة مؤتمنة بدأ تفكيره وفهمه بالاتساع
وكلما ازداد فهم المرء وعلمه هانت عليه المصاعب ..
قلت : رأيت مصاعب صغيرة وهانت، فهل يمكن لغيرها أن تكبر؟
قالت : نعم، تزداد المصاعب ولن تكون هينة إلا إذا هونتيها وتعاملتِ معها ببساطة
قلت : وكيف أُبسّطها؟
قالت : أن تتيقني أن الله ما أراد بكِ إلا خيرا .. وأنه سميع قريب مجيب، أقرب إليك من حبل الوريد.. اسأليه يعطيك،
وأن تعلمي أنك لست الأولى التي تعرض لك المشاكل، وأنها أهون من غيرها، وأنها لم تكن في دينك.. وأن هناك خصلة عظيمة هي الصبر
ثم قالت : وجع الصدر يذهب بتلاوة القرآن، وطمأنينة القلب تجلب بذكر الرحمن، وراحة البال بطاعته ..
قلت : وأستقلُ بنفسي ؟
قالت : لا غنى لكِ عن الأهل والأحبة، كوني إلى جانبهم تكونين أسعد .. شاوريهم في الرأي فإنه مهما بلغتِ من العمر تبقين بحاجة إلى من يُدلي عليكِ برأيه؛ شاوري وانظري إلى آراء من يحبون لكِ الخير ثم إن لهذا أن يُضفي مزيداً من الحب لكِ من غيرك إذ احترمتيهم وقدرتيهم.
قلت : بعد العشرين؛ هل فهمتُ كل شيء في الحياة؟
قالت : بل أنتِ في أول المشوار
قلت : هل أخشى شيئاً قادماً؟
قالت : لا تخشي إلا الله ويهون بعد ذلك كل ما تخافينه
قلت : الحمد لله أن لم تكوني نفساً أمارة بالسوء؛ لا أراني اللهُ فيكِ إلا خيرا..
واحد وعشرون عاما؛ أسأل الله أن يغفر لي ما كان فيهنّ من تقصير كبير وأن يجعل القادم أجمل وأفضل وأن يُحييني على طاعته ويُميتني وهو عني راضٍ
آلـاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق