الجمعة، 5 يوليو 2013

في العام الأول بعد العشرين

في العام الأول بعد العشرين
بقلم : آلـاء


اليوم هو الأول من العام الأول بعد العشرين
سألتها: كيف تبدو الدنيا؟
قالت : تتسع
قلت : كيف، أليس يقال "يزداد الهم مع الكبر"
قالت : صحيح، لكنك بدأت تعيشين دروسا وتكتسبين خبرات
قلت : وما الرابط؟
قالت : أرأيت من كان في خيمة كيف يكون شعوره
قلت: نعم، في ضيق
قالت : فإذا بدأ بتجميع المال وبنى بيتا صغيرا ثم جمع وجمع ألا يكبر فيتسع ؟
قلت : بلى
قالت : وهذا مثل الصغير يعيش وتفكيره بعد لم يتسع وحيلته وفهمه ضيق فإذا بدأ يفهم معلومة صحيحة من أمه أو أبيه أو جهة مؤتمنة بدأ تفكيره وفهمه بالاتساع
وكلما ازداد فهم المرء وعلمه هانت عليه المصاعب ..
قلت : رأيت مصاعب صغيرة وهانت، فهل يمكن لغيرها أن تكبر؟
قالت : نعم، تزداد المصاعب ولن تكون هينة إلا إذا هونتيها وتعاملتِ معها ببساطة
قلت : وكيف أُبسّطها؟
قالت : أن تتيقني أن الله ما أراد بكِ إلا خيرا .. وأنه سميع قريب مجيب، أقرب إليك من حبل الوريد.. اسأليه يعطيك،
وأن تعلمي أنك لست الأولى التي تعرض لك المشاكل، وأنها أهون من غيرها، وأنها لم تكن في دينك.. وأن هناك خصلة عظيمة هي الصبر
ثم قالت : وجع الصدر يذهب بتلاوة القرآن، وطمأنينة القلب تجلب بذكر الرحمن، وراحة البال بطاعته ..
قلت : وأستقلُ بنفسي ؟
قالت : لا غنى لكِ عن الأهل والأحبة، كوني إلى جانبهم تكونين أسعد .. شاوريهم في الرأي فإنه مهما بلغتِ من العمر تبقين بحاجة إلى من يُدلي عليكِ برأيه؛ شاوري وانظري إلى آراء من يحبون لكِ الخير ثم إن لهذا أن يُضفي مزيداً من الحب لكِ من غيرك إذ احترمتيهم وقدرتيهم.

قلت : بعد العشرين؛ هل فهمتُ كل شيء في الحياة؟
قالت : بل أنتِ في أول المشوار
قلت : هل أخشى شيئاً قادماً؟
قالت : لا تخشي إلا الله ويهون بعد ذلك كل ما تخافينه
قلت : الحمد لله أن لم تكوني نفساً أمارة بالسوء؛ لا أراني اللهُ فيكِ إلا خيرا..

واحد وعشرون عاما؛ أسأل الله أن يغفر لي ما كان فيهنّ من تقصير كبير وأن يجعل القادم أجمل وأفضل وأن يُحييني على طاعته ويُميتني وهو عني راضٍ
آلـاء

عذراً أخي

فقير يُعاتب أخاه الغني /*
كلمات : آلـاء


قل لي أخي
هيّا أجب
ما الفرقُ " عذرا " بيننا ؟
أتراهُ مسكنيَ الخشبْ !
أتراهُ ذا ؟
عود الحصيرْ
أغفو عليه فلا أطيبْ
وعليه طفلي ينتحبْ ..

قل لي أخي هيا أجبْ
أتراه فرشك ذا الوثيرْ ؟
وطعامك الحلو الوفيرْ ؟
والمال ، أكوام الذهبْ ..

أوليسَ في هذا عجبْ !

أغفو وطفلي من شديدِ الجوعِ يألمْ
أمّه الحبلى بطفل جائعٍ تبكي وتحلمْ
ليتَ عندي ما يطيبْ
ليتَ عندي بعض أكلٍ
يقتلُ الجوعَ المعذِّب

يا أخي
باللهِ قل لي ولتُجِبْ
أوليسَ في هذا عجبْ !

و تُقلّبُ الأوراقَ ترمي
بعضها في لهوِ يومِ
بعضها في ذلِّ قومِ
لا تُبالي إنْ تعبْ !

وأُقلّبُ الأرضَ التي
تحتي وتأبى عزتي
مد اليمينِ أو اليسارْ ..
تأبى الطلبْ

قل لي أخي
أوليسَ لي حق عليك وواجبُ !
أولستَ تعرف أنني
إن صنتَ حقي صنتني
بقيت كنوزُك في يمينكَ
لا تَغِبْ
وأنا الذي لو ردني
من كان ذا مالٍ
وذا كنزٍ
ذهبْ

أسعِد فقيرا قد تعِب
أبهِج صغيراً ينتحبْ
وارسم ْبخيرك لوحةً
تروي المنى
تمحو العتبْ

آلـاء

لم يجد من يستقبله!

لم يجد من يستقبله!

بقلم: آلـاء
إلى سوريا


كانا وحيدين مفجوعين تأويهما خيمة، صاروخ عملاق أذهب أسرتهم وبيتهم،
أخبرته في ليلة أنها جائعة، فقام يرتدي معطفه
_إلى أين يا أخي
_سأحضر لنا طعاما
_أخاف عليك من غدرهم
... _سأكون حذرا
رفعت عنها شالها الدافئ وقامت تساعده،
_لف هذا حول عنقك، أخاف أن يلفحك البرد،
وأخاف أن يصلك الغدر، أرجوك حين تعود لوّح لي به كي يسكن قلبي.. أخذه وخرج..
فبدأ قلبها يدق خوفاً ويعجّ بالقلق،
غاب ساعات طويلة؛
يدخل من شارع ويختبئ في آخر ..
أخيرا، وجد ما يسد الرمق،
فعاد بشوق ولهفة،
وبصعوبة وصل فراح يركض نحو الخيمة يلوّح بشالها،
لم يجد من يستقبله.

الجمعة، 31 مايو 2013

عفواً؛ أخي

عفواً؛ أخي ...يا صاحب الصدر الفتيّ .. والجسَد الشديد القويّ .. عَلِمْتُك تُقفل الأبواب ؛ وتنزع عنكَ ثياب الحياء ..فتقصدُ صفحات السوء ، وتملأ عينيك نظراً مُحرّما .. وتُحدّثُ نفسك : " غداً أتوب "
فيجيء الغد ولا يتغير شيء ؛ غير تزايد الذنوب ..
وتخرُج إلى الطرقات .. : أم فلانة ؛ ما أجملَها ! أخت سعيد ما " أشيَكَها " ! ؛ ووداد ؛ يا الله كم تغيّرت .. ونهال؛ هاتِ رقمك !!
وهكذا تسير حياتُه ..
ثم لمّا تُقنعه أُمه : نُريد أن نفرَح فيك .. ونُسعدك ونُهنّيك ، ويفكر ويقرر : أُريدها بنتاً مصون لا تعرف شكل الرجال ، ولا تتكلم معهم في أي حال !
يا الله! رضيت لنفسكَ النظر ، وآذيت نفسكَ والبصر، ثم تطلب المصون !
احفظ نفسَك أولاً ، وراقب الله دائماً تنَل ما تتمنى ..
فليس الجمال في العضلات المفتولة ولا الكلمات المعسولة .. إنما في أدبِك وخلقك والحياء ..
وكم من بنتٍ حفظتْ نفسَها لعزيزٍ مُرتقَب ، وكفّت بصرَها عن كل أحد قبلَه .. وأقفلت باب قلبِها ، تنتظره لتُسلّمه المفتاح ..
وحده يستحقها من حفظ نفسه وراقب ربَّه ..
وفهمَ كما فهمتْ أنّ الجزاءَ من جنس العمل ، وأن من يستعفف يُعفُّه الله ، وأنها لو نظرَت لنظر؛ ولو عشقتَ لعشق .. " ودقّةً بدقة ولو زدتَ لزاد السقا "

آلـاء

ألا يا ليلُ رفقا .. ( لليلِ طعمٌ آخر )

لليل طعم آخر ، وقت ينام الناس ، ويشتد الظلام ، وتكون وحدك قائمـًا .. يتلألأ الماءُ على جبينك والدمع في عينيك وتدعو بخضوع وذلة وفقر وحاجة : يارب .. اغفر لي .. ارزقني .. أعني .. يسرلي .. علمني ..
وتدعو لوالديك لعلك توفي شيئاً من حقهما أمام عظيم ما قدما ..
وتدعو لحبيب قريب اجتمع قلبُه إلى قلبك وتحابا في الله .. فتشعر وكأنك تدعو لنفسك ..
وتدعو لمسلم مجروح وشعوب مظلومة .. لمن يرحل ومن يصبر
لمن يؤسر ومن يسهر
و...
وتشعر في هذه الأوقات ونسمات باردة عليلة تهب عليك
بشوق كبير وحنين لبلد هجرت منه ، ومسجد اشتاق الأذان وسوق يشتهي عروبة الباعة أو حتى المشترين ..
كأنّها نسمات قادمةٌ إليك من هُناك ..

وتشعر بحنين لمسجد سجين كان إسراء النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم منه .. وكان صحابته الأطهار ومن بعدهم من أهل العلم والفضل يقصدونه ..
كأني أسمع أنينه .
. والأرض تلقى دمعه وتخبئه لعلها تحوله بركانا يُصب على المعتدي ..
والليل تأتيني معه رسائل
من أبطال يسهرون هناك .. "
يُؤنسون بتلاوتهم جذوع الشجر ويُبهجون وجه القمر .. لا ينامون ، مثل مشتاق ينتظر الخبر .. يشتاقون لكل شبر مغتصب .. ويعشقون موتا فوقه .. وضما في أحشائه ..
ألا يا ليل رفقا .. فو الله ما أجد وقتا أحلا منك ، ولا ساعات أبهج من ساعاتك ..
فليهنأ من أضاءك بخيرات .. وقد خسر من أضاعك بالسهرات .


آلـاء

الاثنين، 1 أبريل 2013

مُجـاهــــد عريــــس !



طلعَ الفجرُ ، فدخل البيت وخلع ملابس رباطِه ، وأقبلَ إلى أمه ليوقظها ، فرآها قد سبقتهُ إلى الصلاة ، فلما انتهت سلّم عليها وعانقها ، 
فراحت ترضى عنه ، و تداعبُه : متى سنراكَ عريسـًا يا ولدي ، متى أفرحُ فيك ..
فتبسّم ..
لم تطُل المدة ، حتى جاء يومٌ دقَت فيه باب كريمـة طيّبـة حسناءً ، جعلَه من وصفِها الطيّب ينتظرُ الرد بفارغ الصبر ..
وكلّما نادتُه أمُّه جالَ بخاطرِه أمرَها ، .. ( لئن وافقت فسوفَ أُكرمُها وأُسعدها ولن أرضى لها إلا العيش الرغيد .. سنبني أسرةً قويةً أبيّة ) كان يُحدّثُ نفسه ..
تسارعت نبضاتُ قلبِه لما رنّ هاتفهم .. لحظات حتى أغلقت الأمُّ السماعة وقالت لولِدها : خيراً يُقدّر اللهُ يا بنيّ ، نصيبُك في غيرِها ..
تبسّم وشكر .. لم يمرّ كثيراً حتى تكرر الأمرُ وتكرر الردُّ بالسلب ..
تعجّب ! أيّ شيء يمنع الناسَ من قَبولِه وهو المهذّب الخلوق صاحب الدين والصيت الحسَن ..
ثم تكررَ أُخرى .. فضاق صدرُه ؛ وراحَ يبحثُ في السبب .. حتى قال لهُ أحدُهم :
يخافُ الناسُ منكَ إن أخذتَ ابنتهم أن تُرملَها بعد مُدةّ لا تطول !
- ولمَ ؟
- لأنكَ تُجاهـد !
حزِن حُزنـًا شديداً ، وصبَر ..
وكتبَ رسالةً 
إلى كل أب كريم وأم حنون ؛ لا تقتلوا الحلُم الذي أحمل ، فإني خيرُ من يحفظ بناتكم ، وخير من يحفظك أعراضكم ، وخيرُ من يحفظ بيوتكم ويكفّ عنكم الأذى ،
لا يموتُ أحدُنا قبل أجلِه ولا يتأخرُ لحظة عنه .. فلا جُبنَ يؤخره ، ولا شجاعةَ تُقدّمه ،
وعلى هذا في حياتنا شواهِد ، فمِن الناسِ من يموت على سريرِه وهو شاب يافع ، ومنهم من يموتُ على ثغرِه وقد بلغَ من العمر عتيّا ..
آبائي الأحبة .. أنا لستُ بمجرمٍ فتطردوني، ولستُ بسفيهٍ فتهمشوني ، ولستُ ضعيفـًا .. أنا على راحتِكم أسهر ، وعلى أمنكم أسعى ، وعلى سعادتكم أحرِص ..
فأعينوني وكونوا لي سنداً .

آلـاء
24/3/2013

الجمعة، 22 فبراير 2013

نافـــذة الحريـــة


 

تجلس في غُرفته ، تُقلب صوره والذكريات ؛ وتنثر حولها ملابسَه ؛ تدنيها إلى صدرها وتحضنها ،،، ثم تلملمها وترتبها ، وتسرح في حاله ، والأشواقُ تملأ قلبها والخوفُ عليه ، في ذلك الوقت أمسكت بورقةٍ وراحت تخط فيها كلمات الشوق ؛ و حروفُ الألم تسكنُها ،لتُرسلها إلى فلذةِ كبدها الغالي ،كالعادة ؛ ما مِن شيء يصلُ إليه بسهولة ، وما من شيء يخرج إليها بسهولة ..كان يربط حجراً على بطنه ، ويُمسك آخراً بيده ، ورسالةُ أمه التي وصلتهُ يقرأها بصوته الضعيف صباحـًا ومسـاءً .. تُسليه ؛ تشوّقه ، تعيد له الذكريات .. وتُحرك في داخله كل الأمل والحنين ..ورغم عتمة السجن وضعف البصر المرهَق للجسد الضعيف ، القوي عزيمة وصبرا .. إلا إنه تمكن من رفع يديه وتحريكهما على ما تبقى من فراغات من ورقة رسالة أمه ممسكا ذاك الحجر ؛ كان يخط خطوطـًا ويرسم أشكالاً ويكتبْ .. كلّها تحمل آماله وأحلامه بالحرية واللقا ..وبعثها ..هُناك ؛ لم تملك الأم نفسها ولم تستطِع حبس دموعها .. بكت .. أمسكت الورقة ؛ علقتها على حائط غرفتِه ، وراحت تُحاول شد ستار النافذة ؛ ليُعانق النـور تلك السطور .

آلـاء

 

السبت، 9 فبراير 2013

ثلاثة أيامٍ من الإضـراب ..


في يومه الثالث والأخيـر من عهـدٍ قطعـه على نفسِـه بأن لا يضع لقمـةً في فيـه ، يجلسُ في غرفتـه يتلوى جوعـًا ؛ ويشتهي شتى أصناف الطعـام ؛
يُفكر : " أي شيء سآكله غـدا ؛ سأُحضِّر كذا .. لا بل كذا .. أو أُحضّر كل ما أشتهيـه "
أمرٌ مرٌ أوقفَ تفكيـره وأنساه ألم جوعه ؛ هـو ذاته الذي دفعه ليقطع ذلك العهـد ،
أخرج آهـًا من صدره سالت معه دموعـه ؛ ثم وضع كفيه على وجهه خجلا ؛ وراح يُكثف الدعاء لأولئك الرجال ؛ الذين يواجهون غطرسة السجان بأمعائهم الخاويـة .


إلى الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الصهيونيـة 
آلـاء

الخميس، 27 ديسمبر 2012

إلى سوريا ..




هُنا جرحٌ
هُنا طفلٌ ينادي أُمّه الملقاة في دمها

هُنا شيخٌ ..
هُنا خبزٌ ،
يُخضبه الدم الحرُّ ..

هُنا الحرُّ

هُنا البيتُ المهدّم فوق أحلام الصغار ،
هُنا الطفلُ المسجى تحت كومات الحجار ،
هُنا السفاح يقتلنا ..
هُنا بشار!

هُنا أرضٌ تُسطرّ للدنـا عبرُ :

غـداً يا ظُلم تندحرُ
غداً يا شعبُ تنتصرُ

وكلُّ مواطِن الأفراح بعد الآه
تزدهرُ

وكلُّ معالم الأحزان والآلام تندثرُ

آلـاء
25/12/2012

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

كاريكاتير من رسمي ‏/‏ تضامنا مع الاسرى


نصرة للأسرى الأبطال ، والمضربين عن الطعام .. حاولتُ رسم كاريكاتير ، ورسمت ...

فيه حنظلة ، وفي قدمه قيد ..
يكتب في يد ، واليد الأخرى يوجهها نحو طاولة عليها بعض طعام رافضا إياها ..

الأحد، 21 أكتوبر 2012

التحمت المشاعر ( في لقاء قصير مع سوريّة )

كانت " فرصة سعيدة " بحق ، عندما قابلت تلك الفتـاة ، كنتُ أنظر في هيأتها ، ملامحها .. كلها توحي لي أنها سورية ..

دنوتُ منها ، ابتسمت وسلمتُ عليها ثم سألتها :
أنتِ من الخارج ؟
قالت : نعم
قلت : من سوريا ؟
قالت : نعم ، وتبسمت


ففرحتُ كثيرا ، و رحبتُ بها بقوة .. ثم تحدثت لي عن أوضاع أهلنا هُناك ، وحالهم المؤلم ، بين التعذيب والتشريد والقتل والتدمير ..

قلتُ لها : ذاك البشع ، والله لن يبقى حكمه ولن يطول ظلمه ،
وشعبنا الأبي في سوريا سينتصر بإذن الله ، يعلم الله كم نحبه وكم ندعو له ..

فقالت: وشعب سوريا والله يحبكم ، 

  ..

ثم سار بنا الحديث ، حتى بدأت تصِف لي شعورها بقدومها إلى غزة ، وحجم سعادتها وقد صارت من أهلها الصابرين وبينهم ،
حتى انتهت بقولها : " عنجد غزة حلوة كتير بأهلها " .

أسعدني حديثها وذوقها وهذا اللقاء الرائع ، حيث التحمت فيه المشاعر ؛ 

رحبتُ بها مجددا ، وأوصيتها أن توصل سلاماتنا وشوقنا إلى صديقاتها هُناك والأهل ، ودعواتنا المستمرة .